أكتشف بنفسك : الصفحة الرئيسية > تبادُل > علم البيئة > سؤال/ جواب
عاصفة ٢٧ ديسمبر ١٩٩٩
٠٣/٠٣/٢٠٠٠
تاريخ
 
سؤال من
 
كيف نشرح لتلاميذ المرحلة الثالثة عاصفة ٢٧ ديسمبر ١٩٩٧.
 

 
 
٢٣/٠٣/٢٠٠٠
تاريخ
 
إجابة من
 
هذا سؤال صعب حتى بالنسبة للشخص البالغ. إن تكوين العواصف والتنبؤ بها موضوع نشط جدا للأبحاث الجوية. هناك تحديد أكثر للمصطلح كما هو موضح في كتابات بوفور المألوفة لدي هواة الإبحار والظواهر الجوية البحرية: هنا نتحدث عن العواصف عندما تصل الرياح علي السطح في ضغط معين إلي سرعة متوسطة محدودة فيما بين ٤٨ و ٥٥ عقدة (٨٩ إلي ١٠٢ كم / ساعة) أي بقوة ١٠ علي مقياس بوفور، وعمليا يتم استخدام مصطلح العواصف حتى بالنسبة للرياح التي تصل قوتها إلي قوة أكثر من ١٠. وقد جمعت وكالة الأرصاد الجوية الفرنسية في موقعها علي الإنترنت معلومات واضحة بشكل كافٍ عن العواصف، ويسهل الوصول إليه، واقترح عليكم الرجوع إلي هذا الموقع http://www.cnrm.meteo.fr/dbfastex/recyf_temp/index.htmltemp/index.html للحصول علي الشروح التفصيلية. وهنا اقترح أن ندلي ببعض المعلومات بخصوص أصل ظاهرة الضغط والمرور الجوي. إن الانضغاط هو مظهر طبيعي لمرور الهواء داخل الجو والأصل في هذا المرور هو التسخين غير المتوازن للأرض بواسطة الشمس. وتتميز المناطق الاستوائية بزيادة الحرارة بينما تتميز المناطق القطبية بنقصها. وبما أن المناطق الاستوائية لا تصبح أكثر سخونة والمناطق القطبية لا تصبح أكثر برودة، إذا هناك آليات متناقضة للتسخين غير المتوازن للأرض والشمس، إنه المرور الجوي الذي يتمثل دوره في نقل كمية الحرارة الزائدة من المناطق الاستوائية نحو المناطق القطبية. (يساهم المرور المحيطي أيضا في إعادة توزيع الحرارة)، وهناك خاصية مهمة للهواء وهي أن كثافته تقل عندما تزيد درجة الحرارة وكذلك هناك إمكانية الصعود للهواء الساخن والخفيف للصعود فوق الهواء البارد الأكثر كثافة إذا كانت الأرض لا تدور حول محورها، إذا ربما يشكل المرور الجوي خلايا واسعة موجهة نحو اتجاه الشمالي والجنوبي علي طول خطوط الطول في كل نصف من أنصاف الكرة الأرضية. وفي خط الاستواء يرتفع الهواء الساخن، وعند ارتفاع معين ينقسم إلي فرعين يتجه كل منهما نحو أحد الأقطاب. أما في المناطق القطبية فيكون الهواء باردا وكثيفا، ثم ينزل مرة أخرى ويتجه نحو خط الاستواء مكونا دائرة. هذا الوصف يحمل إسم مرور هادلي طبقا للإسم العلمي الإنجليزي، وهو يحمل إسم أول من اقترح رسما لدورة الغلاف الجوي، إلا أن دوران الأرض يأتي لتعقيد هذا الوصف ويحاول توجيه حركات الهواء نحو اتجاه الشرق والغرب. وفي المناطق الاستوائية، يتميز المرور السطحي برياح "أليز" الشمالية الشرقية في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، والجنوبي الشرقي في النصف الجنوب، وفي المناطق المعتدلة يتميز المرور الجوي بتيار مكثف من الغرب، تيار نفاث (Jet – stream) باللغة الإنجليزية، وأقصى تأثير لهذا التيار يكون علي ارتفاع ١٠ أمتار. وبدلا من الاتجاه المنتظم من الشرق للغرب، تنشأ عن هذا التيار بعض الدوامات التي تسبب الانضغاطات ومضادات الأعاصير. أما التيار النفاث والدوامات المرتبطة به فيكون أكثر أهمية من فرق درجة الحرارة بين خط الاستواء والمناطق القطبية، مما يفسر لماذا تحدث الانضغاطات الأكثر انتشارا في الشتاء في كل من أنصاف الكرة، وتعد هذه الانضغاطات عوامل مؤثرة في نقل الحرارة فيما بين القطبين. باختصار فإن دوران الأرض حول محورها، وفرق درجة الحرارة بين خط الاستواء والقطبية، هما عاملان محددان لحدوث الانضغاطات مما يسبب زيادة كثافة بعضها مقارنة بالبعض الآخر، وتنشأ بالتالي عواصف معقدة ومستمرة مما يشكل موضوعا بحثيا للعديد من العاملين في مجال الأرصاد الجوية. شكرا لساندرين بوني لاشتراكها في هذه الإجابة.
 
 
أدوات
© اكتشف بنفسك ٢٠٢٤